سورة الإخلاص سورة يحبها الله تبارك وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم أقسم بأنها تعدل ثلث القرآن، قال: {والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن}، وقد أدخلت رجلاً الجنة كما قال النبي: "حبك إياها أدخلك الجنة"، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ: {قل هو الله أحد}، حتى يفرغ منها ثم كان يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه، فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: "يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟" قال: إني أحبها، قال: "حبك إياها أدخلك الجنة".
وقد جاء في فضلها أن من قرأها عشر مرات بنى الله له بيتاً في الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة"، فقال عمر: إذاً نستكثر يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكثر وأطيب".