سألت نفسى ما بى وما هذا الشوق وما تلك الدموع الساخنة التى تجرى من عيناى ولا أدرى كيف؟؟
أوقفها لم اعد أستطيع النوم وكأن شيئاً يؤرقنى ولا أدرى ما هيّته أهو قلق أم فكر أم هاجس أم … أشياء وأشياء تدور بمخيلتى لا أدرى ما سبب الأرق ؟ .. مشاعر متداخلة بقلبى لا أجد لها منفذ .. فنهضت وتوضأت وجلست بحجابى فى اتجاه قبلة ربى أُناجيه وإذا بى أجد شوقاً وحنيناً يملىء قلبى تجاه ربى فأصبحت الكلمات تجرى على لسانى .. لا أدرى كيف .. كلمات مبلله بدموع الشوق والحنين للعبادة والصلاة والصوم وقتها فقط أدركت سر ما بى وانه هنا حنين كبير جداً إلى أن أصلى واسجد لخالقي وأُناجيه وادعوه فى السجود كما علمنا حضرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
( اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا من الدعاء ) "رواه مسلم"
وكم تمنيت وقتها أن اقدر على فعل ذلك فلم أجد أمامى سوى الدعاء والمناجاة ..
ووقتها فقط ..أدركت نعمة الله علينا فى سعة الوقت والصحة وكم هى ثمينة جداً فهى ( فرصة الحياة ) ولا يعرفها إلا من فقدها نعم أليس الله القائل فى محكم آياته :
(حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) "
فيالها من كلمات يهتز لها قلب المؤمن حتى تحثه على العمل الصالح والزيادة فيه ..
وهنا أحسست بالعجز نعم ( العجز ) بمعناه الدقيق لأنى لدى عزر شرعى (أقول ذلك وأنا خجلا) وهذا يمنعنى من الصلاة والصيام والحج والعمرة وقراءة القرآن مباشرة من المصحف .. وهنا تأملت نفسى وكأنى من الأموات لا يربطنى بالحياة سوى الدعاء والمناجاة والزكاة والصدقات وفعل الخيرات البسيطة جداً فى نظرى ووقتها سالت نفسى هذا حالى أنا " المرأة المسلمة " التى تدع ثلاثة أركان من الإسلام بعذر كتبه الله على بنات حواء منذ بداية الخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو سبحانه
وتعالى حكيم عليم وأيضاً رحمان رحيم إذ انه سبحانه وتعالى جل شأنه رحم المرأة المسلمة من إنها تعيد الصلوات المكتوبة التى ضاعت عليها أو الصيام النفل وحتى رمضان أجاز لها أن تفطر ولكن تعيد ما افطرته بعد رمضان .. فكم أنت رحيم يا إلهي كم أنت سبحانك كريم وعليم بطبيعة المرآة وتكوينها الضعيف ..
فكيف حبيباتى بالله عليكن من تدع الصلوات والصيام وتتهاون فى الحجاب …
كيف حالها اليس لها قلب يشتاق إلى العبادة وطاعة خالقها قال الله فى محكم آياته : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) فهذه فطرة الله التى فطر العباد عليها .. فإني والله لاشتاق لربى ولعبادتي فى تلك الأوقات وكم أتمنى وقتها أن أصلى ولو ركعة واحدة أتقرب بها لله وما شىء يصبرنى سوى الدعاء ..
فهيا بنا اخيتى نجرى لأنفسنا اختبار وتربية فى نفس الوقت : تخيلى نفسك فى تلك الأيام مع الأموات وقد أنهيت حياتك ولا تستطيعين أن تصنعى أي شىء ولا أن تكسبى حسنة واحدة ولا أن تصلى ركعة واحدة أو أن تقرئي آيه واحدة تخيلى حبيبتى وكأنك انقطع عملك ماذا ستفعلين وقتها وتذكرى الآية الكريمة إذ يقول الحق سبحانه وتعالى :
(حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) …
أليست تلك تربية لنفسية المرأة حتى تعود بعد تلك الأيام قوية الإرادة بالابتعاد عن المعصية ولديها عزم على الطاعة والزيادة فى الخيرات .