هل كان "القصف الدموي" الذي نفذته المقاتلات الحربية الاسرائيلية وضرب قطاع غزة ليمر دون تغطية عربية ودولية؟ هذا السؤال المُلح سبقته العديد من الوقائع التي كشف عنها قبل ايام مسؤولون صهاينة.
فمن المؤكد ان اسرائيل لم تكن لتشن عدوانها بهذه الجرأة والوحشية على القطاع لولا توفرُ المظلة والضوء الاخضر- او على الاقل - غضُ النظر الدولي والعربي .
وقد بدأت اسرائيل التمهيد للعملية بحملة دبلوماسية موسعة شملت توجيهَ وزيرِ خارجية العدو رسائلَ الى كل من امين عام الامم المتحدة بان كي مون والرئيس الدوري لمجلس الامن، اضافة الى قيام البعثات الدبلوماسية بنقل رسائل مماثلة الى قادة دول العالم وخصوصاً قادة الدول الخمس الدائمة العضوية في جلس الامن, لكن الجهد الاسرائيلي انصب نحو تأمين الخاصرة العربية وتحقيق الدعم الضمني للعملية.
وتحدثت صحيفة معاريف الاسرائيلية قبل ايام عن طلبٍ توجهَ به بعض المسؤولين العرب الى الدولة العبرية بقطع رؤوس قادة حركة حماس اذا لم توافق الحركة على استمرار التهدئة، فيما تحدث نائب رئيس الحكومة الصهيونية حاييم رامون عن سعي لاسقاط سلطة حماس بالتعاون مع دول عربيةٍ تَعتبر هذا الامر هدفاً مشتركاً لها مع اسرائيل.
وكشفت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني التي زارت مصر مؤخراً انها ابلغت دولاً عربية بشكل مسبق بالعملية العسكرية في قطاع غزة ، فيما احتل رئيس وزراء العدو ايهود اولمرت ورئيس كيان العدو شمعون بيريز مساحات واسعة على شاشات تلفزة وصفحات صحف عربية تحدثا عبرها عن تحميل حماس مسؤوليةَ ما قد يحصل، وزعما رغبةَ اسرائيل بتحقيق السلام مع الدول العربية.