علاج العـين :
أولاً: اغتسال العائن للمعيون :
إذا عرف العائن يؤمر بالاغتسال ثم يؤخذ بالماء الذي اغتسل فيه ويصب على المحسود من خلفه فيبرأ بإذن الله تعالى . فعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : اغتسل أبي سهل بن حنيف رضي الله عنه بالحزار (من أودية المدينة) فنزع جبة كانت عليه ، وعامر بن ربيعة ينظر إليه ، وكان سهل شديد البياض ، حسن الجلد ، فقال عامر : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة عذارء . فوعك سهل مكانه،واشتد وعكه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوعكه، فقيل له ما يرفع رأسه ، فقال : ( هل تتهمون أحدا ؟ ) قالوا : عامر بن ربيعة . فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيظ عليه، فقال : ( عَلامَ يَقتُل أَحدكُم أَخاه ، أَلا بَركتَ ! اغتَسِل لَه ) . فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه من ورائه فبرأ سهل من ساعته . رواه أحمد صحيح الجامع[ 3908 ]
ثانياً : العلاج بالرقى والأدعية النبوية :
إذا لم يعرف العائن فإنه يعالج المعيون بالرقية الشرعية بضوابطها ، ففي الحديث لا بَأسَ بالرقَى مَا لم يَكُن فِيه شِرك ) رواه مسلم .وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يأمرني أن استرقي من العين ) متفق عليه .
والقرآن كله شفاء : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) (الاسراء:82)
ومن الرقية به :
قراءة سورة الفاتحة ، وتكرارها. ففي الحديث : ( وَمَا يُدرِيَك أَنها رُقيَة ) متفق عليه .
قراءة سورة البقرة ، في الحديث : ( اقرَأُوا سُورةَ البَقرة ، فَإِن أَخذَهَا بَركة وتَركَهَا حَسرةً ولا تَستَطِيعُها البَطلة ) رواه مسلم . ( البطلة هم السحرة ) .
قراءة الإخلاص ، والمعوذتين ، في الحديث : ( اقرأ : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) والمعَوذَتين حِينَ تمسِي وحِين تُصبِح ثَلاثَ مَراتٍ تَكفِيكَ كُل شَيء) صحيح الجامع ( 4406) قال ابن القيم رحمه الله: ( إنه لا يستغني عنها أحد قط، وأن لهما تأثيراً خاصاً في دفع السحر والعين وسائر الشرور، وأن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس ). تفسير المعوذتين .
آية الكرسي وقوله : ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة: 137) - وخواتيم البقرة –
وقوله : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً) (الكهف:3)
وقوله: ( فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) (الملك:3-4)
وقوله : ( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ) (القلم:51-52)
وقوله : (وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنعام:13)
وأما من الأدعية :
1. ( أَسْألُ الله العَظيمَ ، ربَّ العَرشِ العَظيمِ أْن يَشفِيَك ) سبع مرات رواه أبو داود والترمذي والنسائي .
2. ( أُعِيذُكَ بِكلمَات الله التَّامة مِن كُل شَيطانٍ وهَامة وكل عَينٍ لامة ) رواه البخاري .
3. ( اللهمَّ ربَّ النَّاس اذْهِب البَأسَ اشْفِ أَنتَ الشَّافي لا شِفَاءَ إلا شِفَاؤُك شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمَاً ) ثلاث مرات . رواه البخاري
4. ( اللهمَّ أذهِبْ عَنهُ حَرَّها وبَردَهَا ووصَبَها ). رواه أحمد [
5. (باسمِ الله أَرقِيك ، مِنْ كُل دَاء يُؤذِيك ، مِنْ شَر كُل نَفسٍ أو عَينِ حَاسِد الله يَشفِيك ، باسمِ الله أَرقِيك).رواه مسلم
ثالثاً : ومن أنواع العلاج إذا لم يعرف العائن :
1.شرب ماء زمزم ، في الحديث إِنَها مُبارَكة ، هِي طَعامُ طُعمٍ وشِفَاء سُقم ) صحيح الجامع( 2435) وفي الحديث الآخر : ( مَاءُ زَمزمَ لما شُرب لَه ) صحيح الجامع (5502 )
2.استخدام الحبة السوداء في الحديث: ( فِيْ الحَبَّة السَّودَاء شِفَاء مِن كُل دَاء إلا السَّام ) متفق عليه (والسام الموت ) .
3. التداوي بالعسل قال عنه تعالى : ( فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ) (النحل:69)
4.التداوي بزيت الزيتون ، في الحديث : (كُلوا الزَّيتَ وادهِنُوا بِه فَإنَّه مِن شَجرةٍ مُبارَكة ) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني .
5.الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع بين يديه بأن يكشف ما بك .
تنبيهات مهمة :
اعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك ، قال تعالى : ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) (التوبة:51)
يسن للمسلم إذا أصيب بمصيبة في نفسه أو غير ذلك أن يقول إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
ما يصيب المسلم هو بسبب ذنوبه وبعده عن ربه تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)(الشورى:30) . وقد يكون امتحانا وابتلاء وتمحيصا للذنوب .
إن الشفاء بيد الله تعالى وهو الشافي وحده . قال تعالىوَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء:80)
يستحب للمسلم رقية نفسه ؛ لما في ذلك من شدة التعلق بالله والالتجاء إليه .
قد تجتمع أسباب العلاج لكن لا يلزم وقوع الشفاء ؛ لأن فوق كل هذه الأسباب إرادة الله تعالى فهو المسبب . وإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون .
إن المسلم قد يصاب بشيء من ذلك مع تحصنه ، وخصوصا عند شدة الغضب .
الصبر والاحتساب من أهم أسباب الشفاء بإذن الله تعالى .
يسن للمسلم تعويذ أولاده ، فقد كان عليه الصلاة والسلام يعوذ الحسن والحسين ويقول: (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) رواه البخاري .
لا يجوز للمسلم أذية أخيه المسلم : في الحديث : ( عَلامَ يَقتُل أَحدَكم أَخَاه ) رواه مالك وابن ماجه .
يستحب للمسلم إذا رأى شيئاً فأعجبه أن يبرك عليه بمعنى أن يدعو بالبركة سواء كان هذا الشيء له أو لغيره، فالدعاء بالبركة له يمنع تأثير العين بإذن الله . قال صلى الله عليه وسلم : (إِذَا رَأى أَحدُكُم مِنْ نَفسِه أَو مَالِه أو أَخِيه مَا يحب فَليُبرك فِإنَّ العينَ حَقٌ ) رواه أحمد والحاكم
يبقى أثر العائن على مقبض الباب ونحوه ، وحينئذ ينفع هذا الأثر في العلاج بإذن الله ، والأخذ من فضلات العائدة من بوله أو غـائطه ليس له أصل .
العين عينان : عين إنسية ، وعين جنية ، فقد صح عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : " استرقوا لها فإن بها النظرة " . رواه البخاري . [زاد المعاد 4/164]
العين ليست قاصرة على الحاسدين ، فقد يعين الرجل الصالح إذا أعجبه شيء ولم يبرك من حيث لا يشعر ، قد يعين نفسه ، أو ولده ، أو ماله ، أو غيرهم
[/color]