من قصص التوابين
قصة شاب تاب وعاد الى الله ولكن ماهوالذنب الذي كان يفعله هذا الشاب وماهي الامور العجيبة التي راها في حياته وكانت له عبر وعظات , حيث حدثنا بهذه القصة امير المؤمنين عبد الله بن مروان ان شابا جاء اليه باكيا حزينا , فقال يا امير المؤمنين اني ارتكبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ فقال : ماذنبك؟ قال: ذنبي عظيم , وقال: تب الى الله تعالى فانه يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات , فاخبرني ماهو ذنبك؟؟ قال : يا امير المؤمنين كنت انبش القبور وكنت ارى فيها امورا عجيبة , قال: ماذا رايت؟ قال: ذات يوم يا امير المؤمنين نبشت قبرا فرايت صاحبه وقد حول وجهه عن القبلة ! فخفت منه واردت الخروج بسرعة واذا بقائل يقول من داخل القبر الا تسال عن حال هذا الميت لماذا حول وجهه عن القبلة؟ لانه كان مستخفا بالصلاة وهذا جزاء من مثله , ثم نبشت قبرا اخر وراعني مارايت حيث ان صاحبه قد حول خنزيرا وقد شد بالسلاسل والاغلال في عنقه فحاولت الهروب خوفا فجاء الصوت قائلا الا تسال عن عمله ولماذا يعذب هكذا؟؟؟ فقلت : لماذا ؟ فقال: انه كان يشرب الخمر في الدنيا ومات من غير توبة , فجئت يا امير المؤمنين لقبرا ثالثا فنبشته فوجدت صاحبه قد شد بالارض باوتاد من نار واخرج لسانه في قفاه فارتددت محاولا الخروج مرتاعا خائفا فبئذ نوديت الا تسال عن حاله لماذا ابتلي؟؟ ذلك انه كان لا يتحرز من البول وكان ينقل الحديث بين الناس فهذا جزاء من مثله فجئت الى فبرا اخر فنبشته فكان صاحب القبر قد اشتعل نارا فاسرعت بالخروج فسمعت المنادي يقول الا تريد معرفة حاله؟؟ حيث كان تاركا للصلاة. بعد ذلك ذهبت لنبش القبر الخامس فرايت قد وسع على الميت مد البصر ومنه ضوء ساطع والميت نائم على سرير وقد اشرق نوره وعليه ثياب حسنة فاخذتني هيبة منه واردت الاسراع في الخروج فجاءني نفس القائل يخبرني عن حاله ولماذا اكرمه الله بهذه الكرامة ؟ فقلت : لماذا اكرم؟ فقال: انه كان شابا طائعا نشا في طاعة الله عز وجل وعبادته خير عبادة. فقال عبد الملك عن ذلك انه لعبرة للعاصيين وبشارة للطائعين فالواجب على المبتلى بهذه المصائب المبادرة الى التوبة الة الله والاسراع قبل انقضاء الاجل وحتى لا يغره الامل .
جعلنا اله واياكم من الطائعين انه جواد كريم رحيم.
مقالة في جريدة الراي العام
للكاتب: عبد الله نشمي