لأننا شعب ابن "نكتة" ـ كما نطلق على أنفسنا أو يطلقون علينا ـ فإنه لم يفت إخواننا "المطرقعين والمحششين" إطلاق سيل من النكات على حادثة الجزمة الشهيرة التي تعرض لها الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال زيارته الأخيرة للعراق على أيدي الصحفي منتظر الزيدي ـ مراسل قناة البغدادية الفضائية العراقية التابعة لتليفزيون الرافدين ـ حيث انهالت الرسائل الهاتفية لتحمل النكات والقفشات على هذه الموقعة التاريخية.
وكان من بين هذه الرسائل ما تم تداوله في مصر المحروسة مثل: "منتظر الزيدي ضرب جزمة في الكلوب ـ بدلا من كرسي ـ وينتظر أن تكون واشنطن لجنة تفتيش على أحذية العراق النووية.
رسالة أخرى تقول: مصانع باتا وزلط وكلاركس وريدونج الشهيرة في صناعة الأحذية الفاخرة وقعت في مأزق بعد ما فعله حذاء الزيدي الذي أثبت أنه تفوق على أي "مركوب" آخر.
وثالثة تؤكد: بعد هزيمة بوش النكراء في العراق تظهر الحاجة بإلحاح لاعتماد إستراتيجية "الجزمة" وتدريسها في المحافل السياسية عند الحديث مع من لا يحترم العرب والمسلمين.
رسالة أخرى دعت إلى تغيير المثل الشعبي المشهور: قطعت جهيزة قول كل خطيب، ليصبح: قطعت الجزمة دابر كل خطيء.
كما راجت هذه الرسالة بشكل غير مسبوق والتي تقول: إذا جاءك بوش وسط حاشيته يتبختر، فاخلع نعليك واقذفه بها.. بجد مش بنهذر.
وربما كانت أقوى هذه القفشات ما يقول: تعكف الإدارة الأمريكية على وضع نظام تأمين جديد يحتم على كل زائر تقديم معلومات مؤكدة عن اسمه وجنسيته وسبب زيارته.. ومقاس حذائه.
ورسالة أخرى تقول: رايس تقول أن ضرب بوش بالجزمة مرادف للديمقراطية، اللهم زدهم ديمقراطية فهم حقا أبناء ديمقراطية.
وفي رسالة ذات دلالة تقول: بعد اعتداءات الرابع عشر من ديسمبر قررت واشنطن تغيير اتجاه حربها المقدسة من الإرهاب إلى محاربة الجزم، وتدعو حلفائها لانتهاج دربها والاتجاه نحو عالم من الحفاة.
ولم تكن أصداء موقعة الجزمة ببعيدة عن إخواننا العرب، حيث تناقل الصحافيون الفلسطينيون رسائل فكاهية عبر الهواتف النقالة تتناول الحادث الذي رشق خلاله صحافي عراقي الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه في بغداد.
وجاء في إحدى الرسائل، التي أرسلت عبر الهاتف النقال أن "الرئيس بوش يطلب من الرئيس عباس والصحافيين المرافقين له الحضور إلى البيت الأبيض يوم الجمعة بدون أحذية"، والمعروف أن بوش سيستقبل عباس الجمعة القادم في زيارة رسمية مقررة.
ومن بين هذه الرسائل واحدة تقول: "مرسوم رئاسي يلزم الصحافيين خلع أحذيتهم قبل الدخول لتغطية اللقاءات الرسمية".
وجاء في رسالة أخرى أن "الأجهزة الأمنية تداهم مصانع الأحذية بالخليل (في الضفة الغربية) بعد اكتشاف مخزن للأحذية في نقابة الصحافيين, والطوباسي (نقيب الصحافيين) ينفي علاقة النقابة بالمخزن" بينما ذكرت أخرى "اعتقال صحافي بعد ضبط كمية من الأحذية مقاس 44 كان يحاول تهريبها إلى رام الله".