ان التبرع بالأعضاء أفضل الأعمال الخيرية!
تورنتو - مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك؛ حيث يكثف المسلمون من أعمالهم الخيرية، حاول إمام كندي توجيه مسلمي البلاد إلى الإقبال على التبرع بأعضائهم، واصفا ذلك بأنه "أفضل عمل خيري يمكن القيام به".
وقال الإمام حبيب علي، أمين مجلس الأئمة الكنديين: "لا يمكننا أن نتجاهل هذا الواجب الذي يملي علينا التبرع بأعضائنا؛ لأن هذا يعتبر أفضل الأعمال الخيرية التي يمكن أن نقوم بها"، بحسب صحيفة "تورنتو صن" الكندية في عددها الصادر اليوم الخميس 17-9-2009.
لكن دعوة علي لم تقتصر على شهر رمضان فحسب؛ حيث إنه على مدار العام وفي عدة مساجد بمدينة تورنتو، كان يتحدث دائما عن التبرع بالأعضاء وكان يحث دائما المسلمين على التبرع ببعض أعضائهم أحياء أو أن يتركوا وصية لنقل أعضائهم بعد وفاتهم إلى المحتاجين، وقال إنه استند في هذا الرأي إلى كتابات العديد من كبار علماء المسلمين.
وبحسب الصحيفة الكندية، هناك أكثر من 1700 شخص في هذه المدينة بانتظار متبرعين بأعضاء مثل الكلى أو أجزاء من الكبد، طبقا لإحصاءات شبكة تريليوم جيفت للحياة، التي تنسق للتبرع بالأعضاء في هذه المدينة.
ويقول فرانك ماركل رئيس الشبكة، إن منظمته نسقت مع مجلس الأئمة الكندي علاوة على هيئات كاثوليكية ويهودية على مدار الأعوام الثلاثة الماضية كوسيلة لاستثمار تأثير الرموز الدينية على أتباعهم في البلاد من أجل تعزيز التبرع بالأعضاء، موضحا: "الوضع يختلف إذا جاءت دعوة التبرع بالأعضاء من رجال الدين".
وخلال الأسبوع الماضي، ركز عدد من الأئمة في مساجد المدينة خلال خطب الجمعة، علاوة على رجال دين يهود ومسيحيين على هذه النقطة وقاموا بتوزيع أكثر من 200 ألف منشور على أتباعهم.
من جهته، قال مويورا ماك كوين، مدير معهد أخلاقيات علم الأحياء الكاثوليكي في كندا، إنه "لا شك في أن مسألة التبرع بالأعضاء مسموح بها في الكنيسة الكاثوليكية"، مشيرة إلى أن البابا بنديكت السادس عشر وقع على بطاقة تبرع بأعضائه بعد وفاته.
وقالت ميشال شيكل، المديرة التنفيذية لمجلس حاخامات تورنتو، قد تتعارض فكرة التبرع بالأعضاء مع قوانين الشريعة اليهودية، لكني أعتقد أن إنقاذ حياة شخص بنقل جزء من شخص آخر له قد يبرر هذا العمل.
وتعتبر آراء علماء المسلمين في قضية نقل الأعضاء وجهة نظر اجتهادية، قابلة للمناقشة، مثل كل اجتهادات البشر، خصوصًا في المسائل الجديدة، ولا يملك أي فقيه أن يدعي لرأيه الصواب المطلق فيما يذهب إليه.
واختلف علماء الأمة في هذه المسألة ولم تحسم بعد بإجماع من قبل العلماء، ورأى البعض أن الجسم وديعة من الله تعالى، فلا يجوز للإنسان التصرف فيه، كما لا يجوز له أن يتصرف في نفسه بالإزهاق والقتل. بينما ذهب آخرون إلى جواز أن يتبرع الإنسان بجزء من بدنه لمن يحتاج إليه، كما يجوز أن يتبرع بجزء من ماله للمحتاجين، لكن الكثير قال بعدم جواز نقل عضو المسلم إلى غير المسلم أو العكس.
منقووووووووووول